لغز النجوم العملاقة الحمراء

تُعدّ النجوم العملاقة الحمراء، مثل “بيت الجوزاء” و”قلب العقرب”، بمثابة مُخصّبات فلكية لمجرتنا، حيث تلعب دورًا أساسيًا في إثراء العناصر الكيميائية التي تُساهم في تكوين النجوم الشبيهة بالشمس.

تعيش هذه النجوم العملاقة حياة قصيرة نسبيًا، حيث تبرد وتتوسع قبل أن تتحول إلى ما يُعرف بـ “المستعرات العظمى من النوع الثاني ذات الانهيار المركزي”. خلال هذه العملية، تطلق كميات هائلة من الغبار، إضافةً إلى عناصر مثل الكربون، والنيتروجين، والأكسجين، والحديد، وهي المواد الأساسية التي تدخل في تكوين الحياة كما نعرفها.

هذه النجوم الضخمة تتميز بحجمها الهائل، بحيث إذا تم وضع أحدها في مركز النظام الشمسي، فإن نصف قطره قد يمتد إلى مسافة كوكب المشتري، وفقًا لما أوضحته سارة هيلي، طالبة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية بجامعة “فيرجينيا تك”. ومع ذلك، لا نزال عاجزين عن فهم الآليات المعقدة التي تتحكم في تطور هذه النجوم، كما ذكرت في تصريح عبر البريد الإلكتروني.

مشكلة النجوم العملاقة الحمراء

تتنبأ النظريات الفلكية بأن جميع النجوم العملاقة الحمراء يمكن أن تتحول إلى مستعرات عظمى بانهيار نواتها، ولكن لم يتم رصد أي انفجار لنجم عملاق أحمر ساطع حتى الآن، بحسب هيلي.

هذا الغياب لرصد النجوم العملاقة الحمراء الساطعة كأصول للمستعرات العظمى أدى إلى ما يُعرف بـ “مشكلة النجوم العملاقة الحمراء”، والتي ظلت قائمة لأكثر من عقدين من الزمن.

تُشير هذه المشكلة إلى النقص الواضح في اكتشاف النجوم العملاقة الحمراء الساطعة في الصور السابقة لانفجارات المستعرات العظمى. لكن هيلي وزملاؤها يجادلون في دراسة جديدة، نُشرت في مجلة الفيزياء الفلكية، بأن هذه المشكلة تعود بشكل كبير إلى التحيز في الملاحظات.

غيوم ضخمة من الغبار

قالت هيلي، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة: “قمنا بمقارنة مجموعة من النجوم المصورة قبل الانفجار مع مجموعة جديدة من النجوم العملاقة الحمراء في مجرتنا درب التبانة، بالإضافة إلى عينات حديثة مكتملة إحصائيًا من نجوم عملاقة حمراء في مجرات أخرى ضمن مجموعة المجرات المحلية”.

تؤكد النتائج أن الكثير مما كان يُعتقد أنه غامض حول هذه النجوم العملاقة يمكن تفسيره بتحسين دقة الرصد والتغلب على التحيزات السابقة، مما يفتح الباب لفهم أعمق لتطورها والمساهمة التي تقدمها في دورة الحياة الكونية.