تُعدّ الفيب إحدى أشكال السيجارة الإلكترونية، وهي جهاز خالٍ من التبغ يحتوي على محلول يضم النيكوتين، مواد كيميائية أخرى، بالإضافة إلى نكهات مختلفة. ورغم تصميم الفيب في البداية كوسيلة للإقلاع عن التدخين، إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن استخدامها يحمل أضرارًا جسيمة تجعلها ليست أفضل من السجائر التقليدية.
إدمان الفيب ومخاطره الصحية
على الرغم من أن الفيب قد تبدو خيارًا أقل ضررًا مقارنة بالسجائر، إلا أنها تؤدي إلى الإدمان بنفس الطريقة. الإدمان الناتج عن الفيب قد لا يظهر بسرعة، لكنه يتفاقم مع مرور الوقت، إذ يحتاج الجسم لفترة طويلة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات من الاستخدام المستمر لتظهر علامات الاعتماد الواضحة.
إلى جانب الإدمان، تسبب الفيب مشكلات صحية خطيرة، خاصة على الرئة. فالعديد من الشباب والمراهقين يقعون في فخ هذا الجهاز الذي ظهر كبديل للسجائر التقليدية، دون إدراك لحجم الأضرار الصحية المترتبة عليه.
انتشار الفيب بين الشباب
أُطلقت أجهزة الفيب بعد النجاح الذي حققته السيجارة الإلكترونية، وجرى الترويج لها كأداة تساعد المدخنين، خصوصًا الشباب، على الإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، أصبحت الفيب ظاهرة واسعة الانتشار بين الشباب والمراهقين، حيث جذبتهم النكهات المتنوعة والإعلانات المغرية. لكن مع زيادة شعبيتها، تزايدت المخاوف الصحية المرتبطة بها، والتي باتت تستدعي انتباهًا أكبر.
الأضرار الصحية للفيب
تؤثر الفيب بشكل كبير على الجسم وتُسبب أضرارًا جسيمة تشمل ما يلي:
- القلب والأوعية الدموية: يؤدي استخدام الفيب إلى زيادة معدل نبضات القلب، ما يضع ضغطًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية، ويزيد من مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية.
- الرئة والجهاز التنفسي: المواد الكيميائية والنكهات المضافة إلى الفيب تؤدي إلى تلف الأنسجة داخل الرئتين، وتزيد من الالتهابات وتسمم الخلايا، ما يؤثر سلبًا على صحة الجهاز التنفسي.
- الإدمان على النيكوتين: تحتوي الفيب على كميات كبيرة من النيكوتين، ما يجعل المدخنين عرضة للإدمان الشديد، إلى جانب خطر التسمم العرضي الناتج عن استنشاق أو ملامسة السوائل المحتوية على النيكوتين.
مقارنة أضرار الفيب بالسجائر التقليدية
رغم اعتقاد البعض أن الفيب أقل ضررًا من السجائر، إلا أن الحقيقة عكس ذلك. فيما يلي مقارنة بين أضرار الفيب والسجائر التقليدية:
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان: يحتوي كلاهما على مواد قد تسبب السرطان، لكن الفيب قد تحتوي على تركيزات مختلفة من المواد الكيميائية التي تؤدي إلى هذا الخطر.
- شدة الإدمان: يميل مستخدمو الفيب إلى الإدمان بشكل أكبر مقارنة بمستخدمي السجائر التقليدية، نظرًا لتنوع النكهات وسهولة الاستخدام.
- خطر التسمم العرضي: السوائل المستخدمة في الفيب تحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية يمكن أن تسبب تسممًا عند استنشاقها أو ملامستها.
الخلاصة
بينما يبدو أن الفيب يقدم خيارًا “أقل ضررًا”، إلا أن الحقيقة تشير إلى أنه يحمل أضرارًا صحية لا تقل خطورة عن السجائر التقليدية. الإدمان، مشكلات القلب، وتأثيره السلبي على الرئتين تجعل من الضروري التفكير مليًا قبل استخدامه، خاصة بين الشباب الذين يقعون ضحية لترويج هذه الأجهزة.