أسعار النفط تتجه نحو خسائر أسبوعية بسبب مخاوف من سياسات الفيدرالي وضعف الطلب في الصين

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة وسط مخاوف المستثمرين بشأن استمرار ضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام، وتوقعات بتقليل عدد تخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.95 دولار أو بنسبة 1.31% لتصل إلى 71.62 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 08:25 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 0.9 دولار أو بنسبة 1.3% لتصل إلى 67.81 دولارًا.

وعلى مدار الأسبوع، من المتوقع أن يخسر خام برنت 3.06% من قيمته، في حين يُتوقع أن ينخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.67%.

تأثير ضعف الطلب وعوامل السوق

أوضح ييب جون رونغ، محلل استراتيجي في شركة IG، أن ضعف أسعار النفط يبدو أنه يعكس تراجع الثقة العامة في المخاطر، مشيرًا إلى تراجع أسواق الأسهم كدليل. وأضاف أن احتمال زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة ودول “أوبك+”، إلى جانب الشكوك المحيطة بانتعاش الاقتصاد الصيني، لا يزالان مصدر قلق.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين يوم الجمعة أن مصافي النفط الصينية عالجت في أكتوبر الماضي كميات خام أقل بنسبة 4.6% مقارنة بالعام السابق، وهو الانخفاض السابع على التوالي على أساس سنوي. ويُعزى ذلك إلى إغلاق بعض المصافي وانخفاض معدلات التشغيل في المصافي المستقلة الصغيرة.

مؤشرات اقتصادية صينية متباينة

شهدت الصين تباطؤًا في نمو إنتاج المصانع الشهر الماضي، بينما استمرت المخاوف بشأن ضعف الطلب في قطاع العقارات، على الرغم من زيادة الإنفاق الاستهلاكي، وفقًا للبيانات الحكومية.

كما أشار ييب إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس، حيث أكد أن الفيدرالي لا يحتاج إلى التعجل في خفض أسعار الفائدة.

توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أبطأ قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، مما يحد من الطلب على الوقود. بالإضافة إلى ذلك، فإن قوة الدولار الأمريكي المدعومة بهذه التوقعات تؤثر سلبًا على المشترين الذين يدفعون مقابل النفط الخام بالدولار في العملات الأخرى.

نظرة مستقبلية غير مبشرة

تعرضت أسعار النفط هذا الأسبوع لضغوط إضافية بعد أن أشارت التوقعات الرئيسية إلى أن أساسيات السوق ما زالت ضعيفة. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن العرض العالمي للنفط سيتجاوز الطلب بحلول عام 2025، حتى إذا استمرت تخفيضات الإنتاج من “أوبك+”، نظرًا لزيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى خارج المجموعة مقارنة بتباطؤ الطلب.

ورفعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرًا لها توقعاتها لنمو الطلب في 2024 بمقدار 60 ألف برميل يوميًا لتصل إلى 920 ألف برميل يوميًا، لكنها أبقت توقعاتها لنمو الطلب في 2025 مستقرة عند 990 ألف برميل يوميًا.

تعديلات “أوبك” وتحديات المخزون الأمريكي

خفضت “أوبك” هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام وعام 2025، مشيرة إلى ضعف في الصين والهند ومناطق أخرى. وتُعد هذه المراجعة الرابعة على التوالي لتوقعات “أوبك” لعام 2024.

وعلى صعيد المخزونات، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الخميس ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين بزيادة قدرها 750 ألف برميل.

وفي المقابل، انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 4.4 مليون برميل لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022، مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها 600 ألف برميل. كما تراجعت مخزونات المشتقات النفطية، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، بشكل غير متوقع بمقدار 1.4 مليون برميل